أيّ ديموقراطية وأيّ سلم؟

إنّ الانتخابات في العراق والاتّفاق في فلسطين لتنبئ بفصول جديدة لما يسمّى ب " الحرب بلا نهاية " حرب بوش وبرلسكوني !

 

يمكننا أن نصف الانتخابات في العراق بكلمة واحدة : مهزلة .

إنّ هذه الانتخابات –  الّتي جرت تحت تهديد فوّاهات بنادق الاحتلال – لم ولن تأتي لا ب " السّلم ولا بالدّيموقراطية " . لكنّها مناورة تفيد الإمبريالية الغربية لكي تحضّر لاعتداءات جديدة أكثر رعبا على شعوب ومستغَلّي منطقة الشّرق الأوسط بأكمله .

إنّ التّنازلات الأخيرة لفائدة فلسطينيّ غزّة من الطّرف الإسرائيلي ما هي إلاّ إعداد الأرضيّة لهذه الاعتداءات : في الواقع  إنّ حكومة تل أبيب المدعومة بكلّ الغرب تهدف من وراء هذه التّنازلات إلى خنق الانتفاضة وخلق نظام يكرّس ويقرّ الرّفض النّهائي للآمال الاجتماعية والسّياسية لجماهير العمّال الفلسطينيّين .

إنّ الولايات المتّحدة بتنظيمها الانتخابات في العراق تهدف هي وحلفاؤها ( وعلى رأسهم إيطاليا ) إلى إعطاء شرعيّة لشبح حكومة جديدة في بغداد . كما أنّهم يريدون من الطّبقات المالكة والمستغِلّة المحلّية -  بما فيها الشّيعة – أن تقوم بكلّ فعالية بدور كلاب الحراسة ضدّ الشّعب العراقي ومقاومته الشّجاعة ، إنّهم يريدون كلّ هذا لكي يسرّحوا جزء من جنودهم المتواجدين في العراق واستعمالهم لشنّ حرب جديدة ضدّ إيران وضدّ جميع شعوب العالم الإسلامي ونهب خيراتهم .

غير أنّ هذه المرّة سوف يكون لهم ذلك بالتّعاون الصّريح مع فرنسا ، كما توحي بذلك ابتسامات شيراك و كندوليزا رايس .

إنّ الطّبقات الإقطاعية الشّيعة في العراق لا يحبّون الاحتلال الغربي ، لكنّ خوفهم من الطّبقات الكادحة وحربها على الاحتلال الأجنبي أكثر . طبعا إنّهم يخشون أنّ مثل هذا الكفاح يسبّب إحراجا ليس فقط للاحتلال الغربي ولكن أيضا وخاصّة لمصالحهم الشّخصية ، ولهذا تراهم من أجل صحن عدس يتحالفون مع الغزاة الأمريكيين والإيطاليين .

إذن للخروج من جحيم الاستعمار فإنّ المطلوب من جماهير العمّال العراقيين ( سواء من ذهب منهم ليدلي بصوته مبيّنا بالمناسبة نفسها رفضه للاحتلال ، سواء منهم من عبّر بنفوره من الاحتلال بعدم المشاركة في الانتخابات ) أن يستمرّوا في مقاومتهم الباسلة وأن يثبتوا أمام جنود الاحتلال وضدّ الطّبقة الإقطاعية المحلّية .

إنّ المطلوب منهم أن يتجنّبوا أيّ خلاف بين الكادحين المستغَلّين – من أيّ مذهب كانوا .

بل المطلوب منهم أن يرجعوا إلى تثبيت مشوار التّآخي بين سائر المستضعَفين من شيعة وسنّة وأكراد ، ذلك المشوار الّذي بدأ في ربيع 2004 .

 إنّ المطلوب منهم أن يتجاوزوا معا ما كان حتّى الآن يشكّل العائق الأكبر للمقاومة الشّعبية : غياب تنظيم مستقلّ للعمّال ولكلّ المستضعَفين ، تنظيم من شأنه أن يقود الكفاح ضدّ جيوش الاستعمار ، تنظيم يرتبط ببرنامج جذري للتّحرير السّياسي والاقتصادي والاجتماعي لمستضعَفي الشّرق الأوسط بأكمله .

نحن الشّيوعيّون العالميّون من " أوتشي - OCI " نساند بغير شرط كفاح الشّعب العراقي والشّعب الفلسطيني وسنناضل بكلّ قوّة حتّى يشرع العمّال الإيطاليون والغربيون في النّزول إلى الشّارع للتّظاهر ضدّ حكوماتنا الإمبريالية وإلى جانب مقاومة الجماهير العربية والإسلامية المستضعَفة وكلّ جنوب العالم . 

 


Organizzazione Comunista Internazionalista